- دموع الفرحة:
"الدموع تسيل من عيني العروس من دون شك، ولكن لماذا الافتراض أنّها دموع حزن وغصّة ولوعة قلب؟"، بهذا تتساءَل منى وفا (موظفة) عن السبب الذي يربط الدموع بالشعور بالألم، متحدثة عن نوع آخر من الدموع، وهي دموع الفرح التي تذرفها العروس في يوم يوصف بأنّه "يوم العمر". من ناحية أخرى، تتحدث منى عن المشاعر التي تتسبب فيها المناسبة على القريب والبعيد، لافتة إلى أن كل مَن يحضر حفلات الزفاف يصاب "بغصة قلب"، وإلى أنّ "الصور تكون جميلة إلى حد إثارة المشاعر، صورة الأب وهو يمسك يد ابنته العروس ليسلمها إلى زوجها، وصورة الأُم وهي ترفع لها ذيل فستانها، وصورة الناس المتجمعين حولها، يزغردون، ويرشون عليها حبات الأرز كنوع من ممارسة تقليد معين بيوم الزفاف، فكلها صور تستثير في الحاضرين دموعهم، وتدفعهم إلى البكاء حتى لو لم تكن لهم صلة قرابة بالعروس".
- هستيريا بكاء:
الدموع تسيل في ليلة الزفاف، حقيقة لا شك فيها، ولكن ما هي التي تذرفها أكثر، عينا العروس أم أُمّها؟ تقول نبيلة طه (ربة منزل): "إنّ "الدموع التي تسيل في تلك الليلة هي دموع الأُم وفي المرتبة الأولى، وكل ما عداها من دموع، لا يشكل شيئاً يذكر". وتعود نبيلة إلى ليلة زفاف ابنتها الكبيرة، فتقول: "المشاعر كانت غريبة ليلتها، فمن جهة هي ابنتي البكر وصديقتي التي لم تكن تفارقني. ومن جهة ثانية، كانت فرحة البيت الأولى، لهذا لم أتمالك نفسي من البكاء حين رأيتها بالفستان الأبيض والطرحة وباقة الزهور في يدها"، مشيرة إلى أنّ "البكاء لم يكن محصوراً في ليلة الزفاف". وتقول إنّها لم تتمالك نفسها على سبيل المثال، حين كانت ابنتها تقيس فستان زفافها عند الخياط، فالتفاصيل يومها كانت تبكيها، وكذلك عينا ابنتها عندما كانتا تلتقيان مع عينيّ، وكان ذلك اللقاء يشعل في قلبها حزناً، ما كان ينبغي الإحساس به، وهي مقبلة على زواج بكل ما تحمله الكلمة من فرح. كل شيء تضافر ضد عواطف الأُم ليلتها، بدءاً من صورة ابنتها، وهي ترتدي الفستان الأبيض، وصولاً إلى دخول العريس قاعة العرس وقطعه الشك باليقين، الذي يقول إن ابنتها ومن دون أدنى شك أو ظن أو هم ستغادر البيت. لهذا، بكت نبيلة في ليلة زفاف ابنتها الثانية كما تضيف، لم يُثر في نفسها الرغبة في البكاء كما حدث معها في أوّل مرة. والسبب كما تبرره يتلخص في المرور بتجربة الزفاف، والمرور بتجربة وداع الابنة العروس، والعودة إلى البيت من دونها، الأمر الذي هوّن عليها خوض تجربة زفاف ابنتها بأقل الدموع الممكنة.